دور الجبور في ثورة مايس 1941م
جاءت ثورة مايس التحررية 1941 م لتشكل انعطافه حادة في مسيرة نضال الشعب العراقي ضد المحتلين الأجانب، حيث انبرى الجميع وأولهم أفراد الجيش العراقي الباسل للمشاركة في هذه الثورة التحررية لطرد الانكليز من هذا الوطن الحبيب.وكانت عشائر الجبور تمثل جانباً مهماً من كيان المجتمع العراقي، لذا كان قادة الثورة يولون أهمية كبيرة لكل أبناء المجتمع العراقي ومنهم الجبور…حيث أسرع قادة الثورة بواسطة الضباط الآخرين إلى حث رؤساء عشائر الجبور للاشتراك في هذه الثورة، علماً أن اثنين من قادة الثورة ينتمون إلى الجبور وهم النقيب الطيار محمود هندي، والاستاذ يونس بحري الذي كان أعلام الثورة في الخارج بكل معنى الكلمة، والذي كان يدير إذاعة صوت العرب من برلين حيث كانت بمثابة الشريان الإعلامي الوحيد للثورة في الخارج…المهم أن قادة الثورة اتصلوا برؤساء عشائر الجبور في الشمال لحثهم على المشاركة في الثورة أمثال الشيخ علي الوكاع وشاهر السلمان وغيرهم وطلبوا منهم الاتصال برؤساء العشائر العربية الآخرين…وفعلاً قام الشيخ شاهر الداغر (السلمان) بجمع رؤساء عشائر الجرجرية وتلعفر والويزيين وذهب بهم إلى بغداد، وقابلوا رئيس الوزراء رشيد عالي الكيلاني الذي شكر موقفهم البطولي بحرارة، علماً أن الملك فيصل الأول قام عام 1924م بنزع سيفه الخاص وإعطائه للشيخ شاهر السلمان وهي أول وهي آخر مرة يعملها الملك فيصل مع شيخ عربي أو غيره ويهديه سيفه الخاص. وقام الشيخ مجبل علي الوكاع وجمع رؤساء العشائر العربية في محافظة نينوى وبسيارته الخاصة وقابلوا مبعوث الثورة ومتصرف الموصل الزعيم قاسم مقصود واعلنوا أمامه تأييدهم للثورة والموافقة على تجنيد أبناء عشائرهم في الثورة، كما كان في الوقت نفسه الكثير من أبناء عشائر الجبور أصلاً جنوداً في جيشنا الباسل المشارك في الثورة…وقد حدثني الكثير منهم عن ذكرياتهم في تلك الثورة التحررية…وفي الأيام الأولى للحرب قام الشيخ أحمد العطا الله مع أربعة من رفاقه المجاهدين من أبناء عشيرة الجبور باقتحام قطار موصل-بغداد- قرب حمام العليل والذي يحمل بريد الجيش البريطاني والمواد التموينية لأفراده المتمركزين في الشمال، وقام الشيخ أحمد بتمزيق البريد وتوزيع المواد الغذائية على العشائر العربية في المنطقة…وألقي القبض عليه، بعد انتهاء الثورة، ووصلت رقبته إلى المشنقة فتم إنقاذه في اللحظات الأخيرة بسبب توسط أبناء الموصل-والمتنفذين منهم- والذين لهم مصالح تجارية وزراعية في المنطقة إضافة إلى خشية السلطة من غضب التيار العشائري.وفي الجنوب قام قادة الثورة بالاتصال برؤساء عشائر الجبور وحثهم للمشاركة في الثورة (ولدي نسخة من البرقية التي أرسلها أحد مسئولي الثورة إلى الشيخ عبود كريم الدبي، رئيس عشيرة آل واوي في الحلة) وفعلاً قام الرجل ومعه مئات من المتطوعين من جبور الواوي بالسفر إلى منطقة الحبانية، ومثله فعل الشيخ علوان العبود وغيره…وعندما وصلوا إلى أطراف بغداد، انتهت الثورة، فعاد المجاهدون إلى أماكنهم، لتسجل بذلك عشائر الجبور في كل مكان-وإن انتهت الثورة دون مشاركتهم-صفحات مشرقة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية، ولكنها للأسف أحداثاً مجهولة لم يتطرق إليها أحد…وجدير بالذكر أن المرحوم الشيخ أسعد العسكر (والد الأستاذ موفق) كان له شرف المساهمة فعلياً في الثورة وجرح فيها، مثلما كان معه مئات الجبور المشاركين في الثورة بصفة جنوداً وضباطاً…
كما حكم على الكثير من الجبور بعقوبات قاسية بعد انتهاء الثورة مثل الرئيس الطيار محمود هندي، والاستاذ توفيق المختار (عضو مجلس النواب الملكي) والاستاذ يونس بحري، والشيخ أسمير الناصر، وشقيقه الشيخ علي الناصر، وغيرهم…
موسوعة تاريخ ونسب قبيلة الجبور
المؤرخ عبدالله السالم
[وحدهم المديرون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]