{{ معرفة النسب من أحكام الشريعة }}
تتعقبنا السنون كأنها أيامٍ معدودات ويجري بنا العمر ونحن نلهث خلف سراب هذا السراب هو سراب الحياة الدنيا
بما فيها من ملذات مستثنين{ بل تاركين } للكثير من الأمور التي خُلقنا من أجلها وهي كثيرة لا مجال الآن لسردها والخوض فيها ما شد انتباهي في هذه السنوات الأخيرة هي توجه الكثير من أبنائنا وأخوتنا في معرفة أنسابهم وهذه
الظاهرة بحق تستحق الدراسة والغوص في أعماقها و أن تكون هذه الدراسة { بإتِباع شروطها } لا للتفاخر والتعالي يقول الحق سبحانه وتعالى :
{ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا } ثم أتبعها بعبارة واضحة وصريحة
{ إن أكرمكم عندالله أتقاكم } والتقى هنا له آلاف المعاني {{ فلو وضعنا هذه الكلمة فقط وهي كلمة التقى }} في كلِ فعلٍ
أو عملٍ نقوم بهي لفزنا بالحياة الدنيا و الآخرة وهنا أحبتي أضع لكم فوائد معرفة الأنساب وفضلها لأنها من الأمور
المطلوبة والمعارف المندوبة لما يترتب عليها من الأحكام الشرعية والأمور الدينية ما أنا هنا سوى ناقل ولست ممن تخصصوا في علم الشريعة فإن أصبت فهذا فضل من الله سبحانه وإن أخطأت فمن عمل الشيطان أخزاه الله أعود فأنقل
إن معرفة الأنساب وردت في الشريعة المطهرة في مواضع كثيرة منها
أولاً :
العلم بنسب سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر إلى المدينة فإنه لابد لصحة الإيمان من معرفة ذلك ولا يُعذر مسلم بالغٍ عاقل الجهل بهي
ثانياً :
التعارف بين الناس حتى لا يعزي أحداً إلى غير آبائه ولا ينتسب إلى غير أجداده وعليها ومنها تترتب أحكام الوراثة
وأَحكام الولاية في النكاح فيتقدم بعضهم على بعض وأيضاً منها أحكام الوقف إذا خص الواقف بعض الأقارب أو بعض الطبقات دون بعض وأحكام الدية والكثير من هذه الأمور فلولا معرفة الأنساب لفات إدراك هذه الأمور وتعذر الوصول لها
ثالثاً :
اعتبار النسب في الإمامة {{ هي الزعامة }} لكل أسرة ثم للعشيرة ومن ثم للقبيلة كاملة
رابعاً :
منها معرفة الكفاءة في الزواج وهذه عند الشافعية اخذين بحديث الرسول القائل تنكح المرأة لأربع
دينها , وحسبها , ومالها , وجمالها .
خامساً :
وهذا ما أرجو وهو{ صلة الأرحام } التي بدأت أوصالها تتقطع بزمننا هذا آلاف بل الملايين لا يعلمون من هم أبناء عمومتهم ولا أخوالهم ولا أين كان الآباء والأجداد يعيشون و مما تقدم يُعتبر: { هو جوابي لمن يلومني فيما أقوم بهي من بحثٍ وتوثيق في سنواتي هذه } وأيضاً جواباً على من طعن في نسبي وأخرجني من بكريتي الصديقية القرشيه لم آتي بهذه المقدمة إلا بعد أن رأيت ما رأيت في كتب التاريخ من العظات والعبر وسرد القصص لتكون عظةً لنا وتبيانا وتذكرت قول الحق سبحانه وتعالى في مخاطبة خاتم الأنبياء وسيد المرسلين في قوله تعالى:
{ وَكُلاًّ نَّقُصُ عَلَيكَ من أَنباءِ الرُسُلِ ما نُثَبِتُ بِهِ فُؤادكَ } وسرد القصص عن الغابرين حكمه ما بعدها حكمه بدليل قوله تعالى:{ فاقصص القصص لعلهم يتفكرون }.
ليست هذه المقدمة لسرد فوائد التاريخ على الرغم من أهميته بل للحديث عن شخص مخصوص في ناحيةٍ مخصوصةٍ
ظلمها التاريخ قديماً وحديثاً وبخسها الزمان حقها وأغض الطرف عن محاسنها وأقولها بحسرةٍ وحرقه بأن في مقدمتهم أحفاد هذه الشخصيةِ من فطاحل العلماء في الزمن السابق واللاحق إنه الشيخ ذو المقام الكريم العالي الراقي بحسبه ونسبه المقتفي آثار سلفه { الشيخ سعيد بن عيسى العمودي المُحَمَدِي النُوحِي البكرِي الصديقي التيمي القرشي } التي تبارت أقلام المؤرخين في سرد أخباره وأحواله منهم : السيد عبدالرحمن بن عبيدالله السقاف في كتابه بضائع التابوت في نتف من تاريخ حضرموت وفي النور السافر في أخبار القرن العاشر لعبدالقادر بن شيخ العيدروس ومن كتاب الشامل في تاريخ حضرموت ومخاليفها لعلوي بن طاهر الحداد وما جاء في صفحات من تاريخ حضرموت للأستاذ سعيد عوض باوزير وما جاء في تاريخ حضرموت لصالح الحامد ثم أخيراً القول المختار فيما لآل العمودي من الأخبار للشيخ عبدالله بن أحمد الناخبي.وكل ما تقدم من هذه الكتب ومثلها الآلاف من كتب التاريخ الحضرمي المتداولة بين أيدينا لولا تاريخ هذا الشيخ الإجتماعي والإسلامي ومن بعده أحفاده في التاريخ السياسي والأدبي لما ذُكِروا في التاريخ الحضرمي وهذه حقيقة
{ أن من لا تاريخ له لا قيمة له }
ما آلمني وما شد من عزيمتي إنني لم أرى من أحفاد هذا الشيخ من قام بتأليفٍ وبحث عن سيرته العطرة إلا القليل بل تركوا المجال واسعاً أمام الآخرين يتناولونه حسب أهوائهم وما تمليه عليهم ضمائرهم فالشكر كل الشكر لمن قام بكتابة
أي حرف كان عن هذه الشخصية المباركة التي من خلالها توصلت للكثير من الحقائق المفقودة ولولا خروج بعض الأقلام النشاز التي أخرجت هذا الشيخ عن بكريته وقرشيته لما قمت بهذا البحث بعد أن تأملت في كل ما جاء عن شخصيته في التواريخ الحضرمية جعلت من خلالها البداية من المحاور التالية :
المحور الأول : اختلاف الرواة في تاريخ ميلاده و وفاته و ذِكْرُ أُميته دون ذكرٍ للمصادر
المحور الثاني : ورود نسبه إلى المُحُمِديين النَوَّحِيين { السيبانيين } من خلال ذكر أسم { محمد بن نوح }
المحور الثالث : ورود إشارةٍ بأن{ العمودية أو العموديين }لا علاقة لها بما قاله بعض الرواة بأنها أتت من الصلاة لأن
الصلاة عمود الدين . من هذه المحاور الثلاثة كانت البداية وهذه هي نتائجها .
المحور الأول : تناقلوا الرواة سنة ميلاد الشيخ بقولهم:
و لد الشيخ سعيد بن عيسى العمودي سنة { 600 هجريه } في وادي المحمديين وبالتحديد في { وادي حمحار } وكان أمياً لا يقرأ ولا يكتب تلقى العلم على أيدي علماء أمثال :
{ الشيخ المغربي } والسيد الفقيه المقدم { محمد بن علي } والشيخ { باوزير } وهو محمد بن سالم باوزير الجد الأول للباوزير والشيخ { باعباد } وهو عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن باعباد .أو قد يكون أخيه عبدالرحمن
من هؤلاء العلماء أعلاه سأكشف لكم مدى عدم صحة تاريخ المولد و مكانه ونفي أميته أيضاً وفي نفس الوقت نفي أخذه للعلم منهم من خلال شخصيه هامه من شخصيات السادة الباعلوي وهو{ محمد بن علي مولى التربة بن محمد بن علي صاحب مرباط } الشريك الأوحد في خرقة أبامدين ولكن دعونا أولاً نذهب إلى مكان الميلاد الذي لن تجدوه في وادي المحمديين . لأنه هنا في صفحة 171 من كتاب الشامل { وادي عقرون } وهو غربي وادي مراه في وادي ليسر
{ وادي عمر } وفروعه تقاسم رؤوس حجر وأرض السموح و شروج البارشيد من نوح ويقع بين وادي مراه ووادي منوه ويحتوي على عدة فروع كبيره تصب فيه وهن معبر وتغبره وخرد وظلهم وله فروع صغار أخرى وباديته من الزي والخامعه والمراشده والحامديين والسموح وفي فروعه شروج قليله للسموح والزي وفي باطن وادي عقرون غياض بها ماء غزير ونخل وأطيان مفرقه بين القبائل وبين المشايخ آل العمودي من الباعبود والباموسى وللخامعه والمراشده والحالكه والسموح والحامديين والباراس وغيرهم من سكان الوادي وثمره كثير مشهور
{ وساكنيه والقايمين عليه الحرث من الحجور والصبيان } وأما مالكي المال فلا يأتون إليه إلا وقت جداد الخريف لأن تلك الغياض وخيمه وهواها غير جيد وأسماء الغياض المذكوره { حُمْحار }بضم فسكون ومعبر وتغبره والحارض ومغماض فشكراً يا ناقلي التاريخ على مثل هذا المكان لميلاد الشيخ { فهو بحق يستحق أن يكون ميلاده هنا وهذا شرفٌ له ما بعده شرف إن صح ذلك } ثم سنذهب هنا لأولى الشخصيات التي أخذ منها العلم و المتمثلة في الشيخ المغربي
1- هو الشيخ شعيب أبن الحسن الأندلسي التِلمِساني { أبا مدين } من مشاهير الصوفية أصله من الأندلس وأقام ب فا س
و سكن ب جاية في الجزائر ولد عام { 514 هجريه } وتوفي ب تلمسان سنة { 594 هجريه } عن عمر يناهز الثمانين
و من هنا يتضح لكم بأن الشيخ العمودي تلقى هذا العلم من شخص قد فارق الدنيا و ما عليها. إذا اعتمدنا تاريخ هذا الميلاد وهو { 600 هجريه } ولا ننسى أن هذا الشيخ{ أبا مدين } هو صاحب خرقة التصوف التي سيأتي ذكرها وخبرها لا حقاً . وكذلك سوف نؤكد لكم صحة هذا الخبر ودليل قاطع بمعرفة أبا مدين للشيخ سعيد وأصله و فصله . وإلا لما أتت إليه هذه الخرقة .ثم هذه نبذه عن شيخه الثاني :
السيد الفقيه المقدم :محمد بن علي : هنا سأضع لكم الأسماء التي تحمل هذا لسم لكي تتضح لكم الرؤية .
1- الشيخ الفقيه المقدم محمد بن علي مقدم التربة وهو الشريك في خرقة أبا مدين وهو أيضاً من أوصى بجميع ما يخصه
من إرثً للشيخ سعيد .
2- الفقيه المقدم محمد بن علي صاحب مرباط بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيدالله.
وهو من أقام بظفار و توفي بها .
لا تُوجد أسماء أخرى في تشابهها سوى لهذين وبالتالي فإن أقرب الناس عمراً للشيخ سعيد هو محمد مولى التربة إذا أخذنا بما قالوه الرواة عن تاريخ ميلاد الشيخ ووفاته وهو { 600 هجريه والوفاة 671هجريه } و هذه نبذة عن حياته :
هو{{ محمد بن علي بن محمد بن علي خالع قسم بن علوي بن محمد بن علوي بن عبيدالله بن أحمد بن عيسى }} المولود
بتريم عام { 574 هجريه } والمتوفى عام { 653 هجريه } وأكدها تاريخ شمبل بقوله في آخر ليلة من عام 652 هـ
وزاد في تعريفه بقوله جد آل عيديد وآل عبدالله بلفقيه وغيرهم . في صفحة 94ورأيتها كذلك في المشرع الروي